أتلتيكو مدريد: رحلة الشعار عبر التاريخ… من “الروخي بلانكوس” إلى دب الشجرة

يُعد أتلتيكو مدريد أحد الأندية العريقة في إسبانيا، الذي تميز بتاريخه الغني وشعاراته المتجددة، والتي تعكس هويته الفريدة وتحديه الدائم، خاصة أمام عملاقي الكرة الإسبانية: ريال مدريد وبرشلونة.

النشأة والتأسيس (1903–1911)

تأسس النادي عام 1903 على يد ثلاثة طلاب أرادوا إنشاء فرع لـ أتلتيك بيلباو في مدريد، متأثرين بنجاحات النادي الباسكي. جاء أول شعار للنادي بسيطًا لكنه معبّر، حيث احتوى على دائرة زرقاء وبيضاء تتوسطها الحرف “A”، رمزًا لاسم “أتلتيكو”، مع الحفاظ على ألوان الفريق الأصلية آنذاك: الأزرق والأبيض.

التحول إلى الأحمر والأبيض (1911–1917)

في عام 1911، تغيرت ألوان النادي إلى الأحمر والأبيض بعد تأثره بأتلتي بيلباو، الذي اعتمد هذه الألوان بسبب تكلفتها المنخفضة. وتبع ذلك تغيير في الشعار، ليظهر تصميم جديد يحمل كرة قدم قديمة داخل دائرة زرقاء، مع إضافة علم النادي بالأحمر والأبيض.

ظهور الدب والشجرة (1917–1939)

مع انتقال النادي إلى ملعب متروبوليتانو عام 1919، بدأت مرحلة جديدة في هويته. في عام 1917، ظهر الشعار الأشهر في تاريخ النادي، وهو درع مقسوم إلى نصفين:

• النصف العلوي: أزرق مع نجوم بيضاء، يتوسطه مثلث أبيض يحوي دبًا يأكل من شجرة (رمز مدينة مدريد).

• النصف السفلي: خطوط حمراء وبيضاء، تمثل ألوان الفريق.

مرحلة الاتحاد مع الطيران (1939–1946)

بعد اندماج النادي مع طيران ناسيونال (تأسيس ضباط الجو الإسباني)، تغير الشعار إلى طائر يحلق مع تاج ملكي، كتعبير عن هذه المرحلة. لكن هذا التغيير لم يعجب الجماهير، خاصة بعد تراجع أداء الفريق.

عودة الدب (1947–2016)

بعد انفصال النادي عن طيران ناسيونال عام 1946، عاد الشعار الكلاسيكي عام 1947، مع تعديلات بسيطة مثل إضافة إطار ذهبي (تحول لاحقًا إلى أزرق). ظل هذا الشعار رمزًا للفريق لأكثر من 70 عامًا، حتى عام 2016.

التجديد والإحياء (2017–2024)

في 2017، غيّر النادي شعاره إلى تصميم حديث، لكنه واجه انتقادات بسبب ابتعاده عن الهوية التقليدية. بعد استفتاء جماهيري في 2023، صوتت الأغلبية لعودة الشعار القديم، ليُعلن في 27 مايو 2024 العودة الرسمية لشعار الدب والشجرة بدءًا من 1 يوليو 2024، كرمز للعزيمة والتاريخ.

شعار أتلتيكو مدريد ليس مجرد رمز، بل قصة كفاح وتحدي، من “الروخي بلانكوس” إلى “الدب” الذي يرفع راية العاصمة. اليوم، يعود الشعار الأصلي ليذكر العالم بأن التقاليد لا تُنسى، وأن الإيمان بالجذور هو سر الخلود.