المغرب يكتب تاريخًا جديدًا بإطلاق أول مكتب إقليمي للفيفا في إفريقيا والعالم العربي

انطلق اليوم السبت حدثٌ تاريخي في المغرب، حيث أصبح أول دولة في شمال إفريقيا والمنطقة العربية تحتضن مكتبًا إقليميًا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وذلك بمحاذاة مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة. هذا الإنجاز يترجم المكانة الريادية التي يحظى بها المغرب على الساحة الكروية العالمية، ويعكس ثقة الفيفا في النموذج التنموي الرياضي الذي تبنته المملكة.

حفل افتتاح بحضور نخبة من القادة الرياضيين
يشرف على حفل الافتتاح رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، إلى جانب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، بحضور عدد من أبرز الشخصيات الرياضية، من بينهم رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي، وممثلين عن الاتحادات القارية والوطنية، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين مغاربة.

اعتراف دولي بجهود المغرب في تطوير كرة القدم
لا يقتصر افتتاح هذا المكتب على الجانب الإداري فحسب، بل يحمل دلالات عميقة، إذ يمثل اعترافًا من الفيفا بالجهود الكبيرة التي بذلها المغرب في تحديث بنيته التحتية الرياضية واعتماد حكامة احترافية جعلت منه نموذجًا يُحتذى به إفريًا وعالميًا. كما أن اختيار موقع المكتب بالقرب من مركز محمد السادس لكرة القدم، المصنف بين أفضل المراكز التقنية عالميًا، يؤكد التكامل بين رؤية الفيفا والنموذج المغربي في تطوير كرة القدم.

من مضيف للتظاهرات الكبرى إلى شريك استراتيجي في صناعة القرار
يأتي هذا الإنجاز تتويجًا للدينامية الكبيرة التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة، حيث تحول إلى وجهة رئيسية لاستضافة أهم البطولات الدولية، مثل كأس العالم للأندية، وكأس إفريقيا للأمم للسيدات، وكأس إفريقيا للاعبين تحت 23 سنة. كما عزز المغرب مكانته من خلال الترشح المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030، وترشحه لاستضافة خمس نسخ متتالية من كأس العالم للفتيات تحت 17 سنة، بالإضافة إلى كأس إفريقيا للأمم 2025.

دعم التطور الكروي في إفريقيا وتعزيز التعاون
يهدف المكتب الإقليمي الجديد إلى تعزيز التعاون مع الاتحادات الإفريقية، ودعم تطوير كرة القدم في القارة عبر برامج مهنية تشمل التكوين، والحكامة، والتمويل المستدام. كما سيكون منصةً لدعم كرة القدم النسوية، وتطوير كرة القدم القاعدية، وتعزيز الشفافية ومحاربة الفساد في الإدارة الرياضية.

بهذه الخطوة، يؤكد المغرب مرة أخرى دوره المحوري في المشهد الكروي الإفريقي والعالمي، معززًا مكانته كفاعل رئيسي في صناعة مستقبل كرة القدم.