
شهدت بطولة ويمبلدون للتنس يوم الأحد موقفاً محرجاً بسبب خلل تقني في نظام “عين الصقر” الآلي لتحديد الخطوط، مما أثر على نتيجة مباراة الدور ثمن النهائي بين الروسية أنستاسيا بافليوتشينكوفا والبريطانية سوناي كارتال في الملعب الرئيسي.
في لحظة حاسمة من الشوط الأول، مع تعادل النتيجة 4-4، سددت كارتال كرة بدت واضحة خارج الحدود، لكن النظام لم يصدر أي قرار، مما دفع بافليوتشينكوفا إلى التوقف عن اللعب. ثم سُمع صوت آلي يعلن “توقف توقف”، مما زاد من حيرة اللاعبين والجمهور. وبعد مشاورات مع منظمي البطولة، قرر الحكم الرئيسي نيكو هيلويرث إعادة النقطة، رغم أن الصور التلفزيونية أكدت أن الكرة كانت خارج الملعب.
احتجاج بافليوتشينكوفا: “لقد سُرق الشوط مني”
غضبت اللاعبة الروسية بشدة بعد القرار، معتبرة أن التحكيم انحاز لصالح كارتال لأنها تلعب على أرضها. وقالت للحكم: “لأنها بريطانية، يمكنهم فعل ما يريدون. لقد سلبتم مني الفوز بالشوط!”.
ومع ذلك، تمكنت بافليوتشينكوفا (34 عاماً) من تجاوز الأزمة والتفوق على منافستها بالفوز 7-6 و6-4، لتصبح أول لاعبة روسية تصل إلى دور الثمانية في ويمبلدون منذ 2018.
خلل غير مسبوق في النظام الآلي
يُعد هذا الحادث أول عطل كبير في نظام التحكيم الآلي الذي اعتمدته ويمبلدون هذا العام ليحل محل حكام الخطوط التقليديين. وأكد المنظمون أن المشكلة نتجت عن عطل تقني، مشيرين إلى أن الحكم اتبع الإجراءات الصحيحة، رغم اعترافهم بأن الخطأ كان واضحاً.
وعلقت بافليوتشينكوفا بعد المباراة: “توقعنا قراراً، لكن النظام تعطل. كان بإمكان الحكم التدخل، خاصة أن الكرة كانت واضحة خارج الملعب”. كما أضافت بسخرية: “كل ما يمكنني قوله هو أنني أكره ويمبلدون، ولن أعود إلى هنا أبداً”.
من جانبها، قالت كارتال إنها لم ترَ مكان سقوط الكرة، معتبرة أن الحكم تعامل مع الموقف بأفضل طريقة ممكنة.
تشكيك نجوم التنس في دقة “عين الصقر”
لم تكن بافليوتشينكوفا الوحيدة التي انتقدت النظام، حيث عبرت عدة لاعبات ولاعبين عن شكوكهم في دقته، منهم البريطانية إيما رادوكانو التي خسرت أمام أرينا سبالينكا، وقالت: “لا أثق تماماً في النظام.. كانت هناك قرارات مشكوك فيها”.
كما أشار البريطاني جاك دريبر إلى أن التكنولوجيا ليست دقيقة بنسبة 100%، بينما كشفت السويسرية بليندا بنتشيتش أن الموضوع أثار جدلاً في غرف الملابس.
ودعت بافليوتشينكوفا إلى تحسين النظام، قائلة: “بعد كل هذه الاستثمارات في التكنولوجيا، ربما نحتاج إلى حلول بديلة لاتخاذ قرارات أكثر عدلاً”.
هذا الحادث أثار تساؤلات حول موثوقية التحكيم التكنولوجي في واحدة من أكبر بطولات التنس العالمية، مما قد يدفع المنظمين إلى مراجعة آلية العمل قبل المواسم المقبلة.