الأخبارالتنسمن هنا وهناك

هشام أرازي.. عندما وصل المغرب إلى عرش التنس العالمي في مونتي كارلو

تقرير مفصل عن وصول هشام أرازي إلى نهائي بطولة مونتي كارلو 2001

في أبريل 2001، كتب اللاعب المغربي هشام أرازي صفحة مشرقة في تاريخ التنس العربي والإفريقي بتأهله لنهائي بطولة مونتي كارلو ماسترز 1000، إحدى أبرز بطولات رابطة محترفي التنس (ATP). كان هذا الإنجاز استثنائياً، نظراً لندرة وصول لاعبي المنطقة إلى مثل هذه المراحل في بطولات الـ”ماسترز”، التي تُعد ثاني أهم فئة بعد البطولات الأربع الكبرى (الجراند سلام).

المشوار في البطولة

خلال البطولة، واجه أرازي (الذي كان آنذاك في أواخر العشرينيات من عمره) مجموعة من اللاعبين المصنفين عالمياً، وأظهر أداءً قوياً على الملاعب الترابية التي تناسبت مع أسلوب لعبه. من أبرز انتصاراته:
1. الدور الثاني: تغلب على الإسباني ألبرت كوستا (بطل رولان غاروس لاحقاً في 2002) بنتيجة 6-3, 6-4.
2. الدور الثالث: انتصر على الفرنسي سيدريك بيولين (المصنف 44 عالمياً) بثلاث مجموعات.
3. ربع النهائي: أقصى الروسي يفجيني كافلنيكوف (المصنف 6 عالمياً ولاحقاً بطل جراند سلام) بنتيجة 6-3, 6-2.
4. نصف النهائي: فاز على الألماني تومي هاس* (المصنف 12 عالمياً) بنتيجة 6-2, 6-3 في مباراة سيطرة كاملة.

النهائي: مواجهة غوستافو كويرتن

في المباراة النهائية، واجه أرازي البرازيلي غوستافو كويرتن (المصنف 1 عالمياً سابقاً وبطل رولان غاروس 3 مرات). كانت المواجهة صعبة بسبب خبرة كويرتن على الملاعب الترابية، حيث خسر أرازي بنتيجة 3-6, 2-6. رغم الخسارة، حصل المغربي على 330 نقطة تصنيف ومكافأة مالية قدرها 205 ألف دولار، كما ارتفع تصنيفه إلى المركز 22 عالمياً* (أعلى تصنيف في مسيرته).

سياق الإنجاز وأهميته

1. تاريخيا: كان أرازي أول مغربي وعربي يصل لنهائي بطولة ماسترز 1000 منذ انطلاق السلسلة عام 1990.
2. إقليميا: سبق أن وصل لاعبان عربيان فقط إلى نهائيات بطولات ATP (مثل المصري إسماعيل الشافعي في السبعينيات)، لكن أرازي كان الأبرز في حقبة التنافس الشرس مطلع الألفية.
3. إلهام الأجيال: مهد إنجازه الطريق لظهور لاعبي شمال إفريقيا لاحقاً، مثل التونسي مالك الجزيري والمغربي يانس رامي.

ردود الفعل والتغطية الإعلامية

– أشادت وسائل إعلام دولية مثل رويترز وليكيب بأرازي كـ”واحد من أكثر اللاعبين تحسناً في 2001″.
– ذكرت صحيفة أصوات 24 أن أداءه “أعاد الأمل في قدرة العرب على المنافسة عالمياً”.
– علق كويرتن بعد المباراة: “هشام لاعب خطير على التراب، كان يتجاوب مع كل كرة بذكاء”.

تأثير الإنجاز على مسيرة أرازي

– بعد البطولة، وصل أرازي إلى نصف نهائي بطولة روما ماسترز 2001، مؤكداً مكانته بين أفضل اللاعبين على الملاعب الترابية.
– في 2002، سجل أفضل تصنيف في مسيرته (المركز 14 عالمياً).
– أصبح نموذجاً للاعب “المقاتل” رغم عدم امتلاكه لأسلحة قوية مثل الإرسال السريع.

رغم عدم تمكنه من رفع اللقب، يظل تأهل هشام أرازي لنهائي مونتي كارلو 2001 أحد أبرز الإنجازات الفردية في الرياضة العربية، ودليلاً على أن الموهبة والعمل الجاد يمكن أن يوصلا إلى منافسة العمالقة. اليوم، يُذكر أرازي كرائد حقيقي، وواحد من أعظم لاعبي التنس في إفريقيا والعالم العربي.

> “كنت أحلم بإثبات أن المغرب يمكن أن ينتج لاعبي تنس عالميين، وهذا النهائي كان رسالتي.” — هشام أرازي.

زر الذهاب إلى الأعلى