يشهد محيط نادي حسنية أكادير في الأسابيع الأخيرة وضعاً غير مريح يطبعه توتر مصطنع ومحاولات ممنهجة لشيطنة عدد من أعضاء المكتب المسير، عبر حملات تحريضية تستهدف دفعهم إلى الاستقالة وربطهم بالأزمة التقنية التي يمر منها الفريق منذ انطلاق منافسات البطولة الوطنية. مصادر مطلعة أكدت للموقع أنّ جهات سياسية ونيران صديقة وجماعات مصالح معروفة دخلت على الخط، في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بعد أن وجدت نفسها خارج أسوار الحسنية عقب الجمع العام الذي أطاح بالمكتب السابق وأسفر عن انتخاب مكتب جديد.
ووفق المعطيات التي توصل بها الموقع، فإن التحركات الأخيرة ليست بريئة، بل تقودها جهات اعتادت في السنوات السابقة، استغلال الفريق و”الاقتيات” من موارده المالية، قبل أن تُغلق في وجهها الأبواب بشكل نهائي بعد استقالة المكتب السابق وانتخاب مكتب جديد.
المكتب الحالي، وبدعم مالي من المحتضن الرسمي، نجح في تصفية الديون الثقيلة التي كانت عائقاً أمام النادي، والتي ناهزت 12 مليار سنتيم، فضلاً عن ترتيب الوضعية المالية وفق مساطر قانونية دقيقة، بتنسيق مع مجلس إدارة الشركة الرياضية للنادي، الذي أشادت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هذا الأسبوع بنموذجها الناجح في الحكامة والنجاعة التدبيرية.
وأضافت مصادر الموقع أن هذه الجهات، وبعد فقدانها لمواقع النفوذ داخل الفريق، لجأت إلى استغلال أزمة النتائج، بعد ثمان دورات فقط، لتأجيج غضب جزء من الجماهير دون علم هذه الأخيرة بهذا المخطط، واستمالتها عبر خطاب تضليلي، يرمي إلى تحميل المكتب الحالي مسؤولية الوضع التقني، في حين أن الهدف الحقيقي هو إجبار بعض الأعضاء على الاستقالة، ومن ثم الدفع نحو استقالة جماعية تُعيد الفراغ وتفتح الباب لعودتهم للتحكم من جديد في دواليب النادي.
الخطة، حسب نفس المصادر، تعتمد على تحريض فئات من الجماهير، خاصة تلك الأكثر حماساً وتأثراً بالخطابات الشعبوية، وبعض المنخرطين المعروفين بزرع الفتنة ليس فقط في كرة القدم بل في رياضات أخرى، وتقديم نفسها كـ“منقذ” للفريق، بينما الهدف الخفي هو التحكم في مالية النادي والعودة إلى ممارسات التسيير العشوائي والسمسرة في اللاعبين داخل مختلف الفئات، وهي ممارسات سبق للمكتب الحالي أن قطع معها بشكل نهائي بعد تسلّمه مفاتيح الإدارة، خاصة في كل فترة إنتدابات.
الموقع علم أيضاً أن هناك ملفات خطيرة، وصفها مصدر مطلع بـ”الملفات الموسّخة”، تتضمن معطيات حول طرق تدبير مالية الفريق في سنوات سابقة، وتثبت ضلوع بعض المسيرين السابقين في تبديد موارد النادي وجرّه إلى أزمة مالية خانقة، وهي ملفات إذا تم كشفها للرأي العام، “ستفجر فضائح مدوية” حسب المصدر، الأمر الذي يجعل الجهات المعنية تسابق الزمن لمحاولة إسقاط المكتب الحالي قبل فتح هذه الملفات.
وتشير المعطيات التي توصل بها الموقع إلى وجود أشخاص يخوضون حرباً بالوكالة ضد أعضاء المكتب، مستغلين مواقعهم داخل الوسط الرياضي أو قربهم من بعض بعض المسؤولين والمنتخبين، في حين أنهم في الحقيقة يدافعون عن مصالحهم الشخصية بعد أن أغلق المكتب الحالي الباب أمام كل أشكال الوساطة والتسمسير.
المكتب من جانبه يعمل، وفق نفس المصدر، على معالجة الأخطاء التقنية خلال فترة توقف البطولة، والبحث عن انتدابات وازنة لتعزيز التركيبة البشرية للفريق خلال الميركاتو الشتوي، بعيداً عن الضوضاء المفتعل.
ويبدو أن الحسنية، بدل التركيز على بناء مشروع رياضي يليق بتاريخها وجماهيرها، أصبحت هدفاً لصراع نفوذ بين أطراف تريد استعادة التحكم في النادي بأي ثمن، مما يجعل هذا الوضع يستدعي من جماهير الفريق التحلي باليقظة وتفادي الانجرار وراء خطابات تُوظّف اسم الحسنية كغطاء لصراعات ومصالح ضيقة، لأن أي منزلق قد يعيد الفريق سنوات إلى الخلف ويهدد استقراره المالي والإداري الذي تحقق بعد جهد كبير، وبالتالي ستجد الجماهير المطالبة بالوقوف مع الفريق في الضراء قبل السراء نفسها سببا في إعادة الفريق للوراء.